
يحتضن ملعب لا كارتوخا في إشبيلية، بعد غد السبت، نهائي كأس ملك إسبانيا، بين الغريمين برشلونة وريال مدريد.
ويعتبر نادي برشلونة، الأكثر حصدًا لكأس ملك إسبانيا، بواقع 31 مرة، أما ريال مدريد فقد توج بلقب كأس ملك إسبانيا 20 مرة.
وفي سجل ريال مدريد الحافل بالألقاب والإنجازات، هناك رقم يبدو غريبًا، وربما مزعجًا لجماهير الملكي، وهو 20 خسارة في نهائي كأس الملك.
ولعل هذا الرقم (20 خسارة) لا يقل وزنا عن عدد مرات تتويجه باللقب ذاته، فهذا التوازن العجيب بين المجد والخيبة، يضع الريال في موقع فريد، وربما غير مريح، بين أندية النخبة في القارة العجوز.
وذات مساء ربيعي من عام 2002، كان كل شيء مهيئا لاحتفال مهيب، حيث الذكرى المئوية لتأسيس ريال مدريد، في نهائي كأس الملك، على ملعب البرنابيو والجماهير البيضاء تملأ المدرجات.
لكن ما حدث أمام ديبورتيفو لاكورونيا، قلب الموازين، حيث خسر ريال مدريد بنتيجة 1-2، وتحولت ليلة المئوية إلى كابوس، ولم تكن تلك الخيبة الأولى، ولن تكون الأخيرة.
وخلال أكثر من قرن، خاض ريال مدريد 40 نهائيًا في كأس الملك، فاز في 20 منها، وخسر 20 آخرين، فهذا رقم يجعله أكثر من خسر نهائي هذه البطولة في تاريخ إسبانيا، متفوقا حتى على أتلتيك بيلباو الذي لعب العدد ذاته من النهائيات، لكنه خسر 16 فقط.
لكن ماذا تعني 20 خسارة نهائية على المستوى الأوروبي؟ هل هناك نادٍ آخر يشاركه هذه "اللائحة السوداء"؟
وفي إنجلترا، يتصدر آرسنال، قائمة أكثر من خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بواقع 8 مرات، وهذا رقم يبدو متواضعًا مقارنة بريال مدريد.
وفي إيطاليا، يملك روما، الرقم الأعلى، بواقع 14 خسارة في نهائي كأس إيطاليا، وهو الأقرب لرقم الريال، لكنه ما زال دونه، أما في فرنسا، فقد خسر مارسيليا نهائي كأس فرنسا 10 مرات، رغم كونه من أعرق أندية البلاد.
ونتوجه إلى ألمانيا، حيث خسر شالكه، نهائي بطولة كأس ألمانيا 7 مرات، أما بايرن ميونخ، فرغم تاريخه الطويل، لم يخسر إلا 5 نهائيات فقط.
وعلى مستوى القارة العجوز، يحمل ريال مدريد، الرقم القياسي كأكثر نادٍ خسر نهائي الكأس المحلي في الدوريات الخمس الكبرى.
ولكن هذه الهزائم لم تأت من فراغ، فبعضها جاء في ظروف درامية، وخلال 2013، خسر الميرنجي أمام أتلتيكو مدريد في البرنابيو، بعدما طُرد رونالدو في الأشواط الإضافية.
وفي 1991، سقط الريال أمام أتلتيكو أيضًا، في ليلة شهدت مستويات باهتة لكبار النجوم، وبالتالي حتى الملكي في أوج تألقه الأوروبي، لم يكن "الكأس" دائمًا حليفه.
وبين كل هذه النهائيات، كانت هناك لحظات مضيئة مثل نهائي 2014، حين انطلق جاريث بيل كالسهم من منتصف الملعب، وسجل هدفًا تاريخيًا في مرمى برشلونة، أو في نهائي 2023، حين قاد رودريجو، الميرنجي، للتتويج بعد غياب طويل.
إذًا الرقم 20 ليس مجرد إحصائية، بل قصة فريق اعتاد أن يلمس الذهب، لكنه كثيرًا ما تذوق مرارة الخسارة على عتبة التتويج.
ويستعد الريال، الذي يجيد كتابة المجد، لكنه لا ينجو من سحر الكأس المتقلب، لخوض نهائي جديد ضد غريمه برشلونة.
ويقف ريال مدريد أمام فرصة ذهبية لمحو هذا الرقم، فالفوز يعني كسر التوازن المؤلم (20)، كما يعني التقدم خطوة على درب المصالحة مع البطولة التي طالما خذلته في اللحظة الأخيرة.